القائمة الرئيسية

الصفحات

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النساء، 1)

اختيار الشريك..

    لكل شخص منا في حياته اهتمامات وأولويات خاصة به، قد لا يقتنع بها الآخرون ولا يرغبون بها من الأساس وهنا تكمن المشكلة ف يسعى الطرف المقابل لك بتغير هذه الفكرة أو الرغبة، ليعطيك أمثلة من الواقع حيث إن الواقع به الكثير والكثير من الأمثلة كما هو معلوم لديك، بأن الناس أجناس أي إن هناك اختلاف في التفكير حتى بين الشقيقين نفسهم لذلك لا عليك من الأمثلة التي تضرب لك عن أشخاص أخرين، لأن من منهم نجح في تحقيق رغباته ومن منهم فشل وذلك بسبب الجهل في مبدأ الأمر نفسه، كم من شخص يسمع كلمة رغبة ولا يعي ما تعني، هل الرغبة نفسها أسمى من الطموح أم الطموح أسمى من الرغبة (الرغبة أمر لا يشغل حيز كبير في التفكير كالرغبة بشرب القهوة، الطموح شيء كبير جدا يستهلك التفكير، وتحث نفسك بالبذل الكبير للحصول عليه) هنا الآن عرفنا الفرق بين الكلمتين، لذا علينا أن نكون طموحين لتحقيق الأهداف ونجاح المشروعات التي نود الدخول فيها لنعود بربح معنويًا وماديًا، هنا لا أقصد المشروعات التجارية فحسب بل أقصد المشروع الأقوى من نوعه وهو مشروع الزواج الذي به ابدأ في تكوين أسرة ثم عائلة بعدها قبيلة إلى أن أنتهي في تكوين قرية ومن ثم مجتمع متكامل الأطراف.

شريك العمر..

    بعد أن نكمل مسيرتنا العلمية في المدرسة، منا من يدخل الجامعات ومنا من يتوظف في أي قطاع حكومي أو قطاع خاص، ومنا من لم يوفق لينال الدبلوم العام بسبب ظروف الحياة القاسية التي تحيط به ف يشغل وظيفة بشهادة أقل وبمعدل راتب أقل من غيره، هنا اختلافات في معدل الإمكانات والإدراكات للشخص نفسه، يقوم الشخص عندها بتكوين حياته سعيا منه لمسابقة الزمن من أجل ان لا يتأخر في تكوين الأسرة لذا يبدأ بالبحث عن شريكة حياته ويرسم بداخل عقله مواصفات هذه الشريكة التي تكون أم لأبنائه وبمجرد أن يطرح مشروع الزواج على أهله تحقيقا لطموحه في تكوين الأسرة، ويبدأ في سرد مواصفات الفتاة التي يحلم بها، حيث إن هذا الشخص وضع شرطا مقدّمًا بأنه لا يريد زوجةٌ تعمل (أنا لا أعارض فكرة عمل المرأة بالعكس المرأة شريكة المجتمع في كل إنجازاته) بعد أن وضع الشرط وبدأت العائلة في السعي على هذا الأمر المحمود، إلا أن هناك من يحاول تغير فكرة هذا الشخص برسم أحلام وآمال واهية ويقول له عن حالات ناجحة ولا يصارحه بمن أخفق في هذا الأمر، يعرض عليه بأن يتزوج من موظفة سعيا وراء التعاون المادي من أجل أن تكون الحياة أسهل، ولكن بعد أن اقتنع بهذه الفكرة، حيث تم الزواج فوجئ بأن الزوجة عليها التزامات مادية لأنها قامت بـ مساعدة أهلها، فتكثر المشاكل بينهم بعد الزواج والسبب يعود إلى من غير فكرته وزيين له بأن الزوجة التي تعمل ستلبي احتياجاتها الخاصة بمرتبها الشهري، لكنه سهى، بأن على الزوج إعطاء الزوجة نفقة ولو كانت على رأس العمل لأن هذا من حقوقها ومن واجبك أنت كـ زوج.


    أما من جانب المرأة، عند اختيارك لشريك العمر عليك بأن تختاريه بعناية ربما سيشكل البعض ويقول بأن الزواج قسمة ونصيب نعم، قسمة ونصيب ولكن قبل القسمة والنصيب، يأتي الاختيار، (قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام): "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ألا تفعلوه تكون فتنة في الأرض وفساد كبير" لذا اختاري الشريك المناسب الذي يخاف الله قبل مخافته من الناس لأنه سيكون السند الذي تستندين به، كم من فتاة تزوجت من رجل لا يؤدي الفريضة اليومية وهي الصلاة، حيث تكون هذه الفتاة على دراية بهذا الأمر، وذلك بسبب البعض في تغيير القناعة عند الفتاة مدعيين بأنه بعد الزواج سيكون مختلفا عما كان عليه في العزوبة لذا عليك الاختيار المناسب حتى لا يصل بك الأمر إلى الانهيار في قادم الوقت، من ترك الفرائض الواجبة كفيلا بأن يتركك في منتصف الطريق.


سأطرح في هذا الموضوع ثلاث محاور وفي كل محور شرح مبسط عن اختيار الشريك للجنسين (الذكور/ الإناث).

  •  اختيار الشريك من الجانب الديني/ الأخلاقي.
  • اختيار الشريك من الجانب المعنوي/ المادي.
  •  اختيار الشريك على مبدي المواصفات التي قمت بـ اختيارها.

    نأخذ المحور الأول (اختيار الشريك من الجانب الديني/ الأخلاقي) كما ذكرنا أعلاه في ما ورد في الحديث عن النبي (ص) تبين أن العنصرين الأساسيين في موضوع الزواج نفسه هو الدين والخلق، لذا فإن مبدأ اختيار الشريك هنا أتى على أهم عنصريين إن وجدت في الشريك ستجد بها الحياة الملاءمة والسعادة الأبدية في هذا المشروع، لي تكون حياة متزنة عليك بأن لا تتهاون في هذه العناصر الأساسية، سيسعى البعض ويقول لك بأن بعد الزواج الشخص يتغير إلى الأفضل ويحاول ساعٍ من أجل إتمام هذا الزواج ولكن بعد أن يحدث الزواج تبقى هناك أمور لا يعلم بها إلا الله والزوجان نفسهم، وما زال هذا الشخص يظن بأن هذا الزوج/ ة سيصلح ذاته وستكون الحياة أجمل متمسك بحبل الأمل، الذي مده له ذلك الشخص القائل بأن بعد الزواج سيتغير إلى الأفضل، بعد أن تم الزواج أدعى بأن الابن/ ة (الطفل) سيغيره إلى الأفضل وهكذا تجري الحياة إلى أن يصبح لديهم طفلان أو أكثر عندها يدرك بأن لا بد من الانفصال، كما تعلم بأن لكل سلعة ضريبة تدفعها، هنا الأطفال هم من يدفعون هذه الضريبة.


    في المحور الثاني (اختيار الشريك من الجانب المعنوي/ المادي) تعود المعنويات والماديات من الأسس الذي تكون بها الحياة مستمرة، ف استمرار الحياة يحتاج إلى ديمومة العِلاقة، لتدوم هذه العِلاقة علينا مراعاة جوانب مهمة في اختيار هذا الشريك من أجل تحقيق الطموح، لتكون خِيار مناسب لشريكك عليك أن ترفع من معنوياتك وتزيح جميع الإحباطات التي تصلك من أشخاص لا يعون معنى رفع المعنويات للمقابل لهم بل يواصلون إحباطك بشتى الطرق الممكنة لهم، مثال على هذه الإحباطات (يكون أحد الأشخاص غير متصالح مع شريك/ ة حياته ويكون بينهم عتاب شبه يوميا، ويصل إلى مرحلة الضجر عندها يعمم على سائر العلاقات الزوجية بأنها مبنية على شجار ونزاع وكأنه دخل في شجار على عرش الملك، عندها ينقل تجربته على الأعزب ليحبطه من هذا الفعل المحمود (الزواج)) ولكن عليك أن ترفع معنوياتك بنفسك من أجل أن تكون الشريك المناسب وترنو إلى العلاقات الزوجية الناجحة لتستمد منها الطاقة الخفية من أجل أن ترفع بها معنوياتك سعيًا وراء الطموح لتكوين أسرة، ثم أن الماديات تكون هي عنصر مهم خصوصًا لدى الزوج، فذلك لا يعني بأني أختار الماديات قبل اختيار العنصريين الأساسيين سيقول البعض بأن الله سيهديه/ا بعد الزواج وأن الله تعال سيصلحه ويدله على الطريق الصالح، نعم الله يهدي وبما أن الله يهدي فإن الله يرزق، لذا لا تختر لنفسك شريك وتعلم بأنه على طريق الهاوية وتقول بأن الله سيهديه، وترفض شريك محدود الإمكانات مدعيًا بأنه ضعيف ماديًا، أليس الله برازق هذا الفقير وهو إلى ذلك سيهدي ذلك المنحط قوله تعالى :" إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ" هنا لا نختار الشريك على مبدأ الماديات فحسب وإنما على مبدأ الدين والخُلق.


    المحور الثالث والأخير (اختيار الشريك على مبدأ المواصفات التي قمت بـ اختيارها)، الله تعالى جعل لكل إنسان جوهر وأسمه العقل يعد هذا العقل أداة فاحصة لكل شي ويعمل كما تعمل الأجهزة والبرمجيات الجديدة فبهذا العقل نميز بأن هذا صحيح وهذا خاطئ، على مبدأ الماديات نختار استناداً إلى مواصفات معينة ونتجنب أبسط العيوب الصناعية أو البرمجية لنقتني هذه المادة، كذلك اختيار الشريك يكون مبني على مواصفات معينة بدءاً من طول القامة وإلخ... هنا عليك أن تلاحظ هذه المواصفات التي وضعتها أنت من ضمن اختيارك للشريك ولا تتنازل بداعي أنك لم تَحَصَّل على المواصفات التي رسمتها بمخيلتك لأنه هذه حياة طويلة وليس الموضوع موضوع يوم وليلة، لماذا النظرة الشرعية؟ ؟ النظرة الشرعية لمثل هذه الأمور، نفترض بأنك ذهبت إلى النظرة الشرعية الأولى ولم تتمكن من معاينة الشريك يحق لك أن تطلب ذلك مرة أخرى وكذلك على الفتاة إذا لم تتمكن من التركيز على شريك حياتها لا مانع من أن تطلب ذلك مرة أخرى، الخلاصة في هذه الجزئية عليك اختيار شريك حياتك بقناعتك الشخصية لا بإقناعك من الطرف المقابل لك.


     لذا فإن حرية الاختيار هي أساسُ نجاح العلاقات الزوجية، وديمومتها، وينحصر دور الوالدين في تقديم النصيحة لأبنائهم في موضوع اختيار الشريك، أي انَّ على كل شخص مقبل على الزواج أن يتخير له (زوجًا / زوجةً) صالحًا وفق معاييره الخاصة  ليكون ذلك بوعي حيث تتناسب مع شخصيته وروحه، لكيلا يدخل في دوامة المشاكل الأسرية بسبب سوء الاختيار.


تم بحمد الله كتابة المقال، أشكرك لقراءتك هذا المقال، وإن كان هناك مداخلة يمكنك أن تتواصل معي على الواتساب بمجرد الضغط على أيقونة الواتساب في المدونة..

 

حسن العجمي



تعليقات

التنقل السريع