القائمة الرئيسية

الصفحات

تحرر فكريًا 2..

            عند كل رب أسرة أفكارٍ ورثها عن والده الذي قام بتلقينه وشحنه منذُ الصغر وإن كانت النية نية خيرٍ آنَذاك، حيث كان الأب يُلقن ويحشوا هذه الأفكار بطريقة الأمر ظنًا منه بأنها ستكون الأسس التي يصبح البناء عليها متماسك وصلب، من اجل ان لا يتأثر بدوامة الحياة وإن تطورت هذه الحياة بجوانبها العلمية والمعرفية، ليكون الأبن على دراية تامة بجوانب حياةَ ذلك الجيل الأسطوري حيث كانت الحياة مختلفة عن ما نعيش عليه الآن، من تطور تكنلوجي وتزاحم المعلومات التي تأتي من كل جانب سواءً من أصحاب الاختصاص ام من غيرهم، لذا بعد إن ادركنا معنى التحرر الفكري النفسي الذاتي وعلمنا بأن العقل هو عبارة عن أداة فاحصة لكل المدخلات التي تُدخل إلى جوف العقل، يأتي بعد هذا التحرر، تحررٌ  من الجانب الأُسري حيث ان الأسرة هي أحد الأسس التي يتم بها بناء المجتمع الواعي الذي به نرقى، نكمل، نصل، نكون الأفضل في كل المجالات المتاحة لأفراد هذا المجتمع، كما ان للأسرة دور كبير في مساهمة نشر الوعي والثقافة؛ إن وجدت وجدنا بها الاستقرار المعرفي والازدهار بمجتمعاتنا من اجل ان نكون في اعلى الهرم، لذا وجب على الأسرة ان تتحرر فكريًا من شوائب الأفكار المأخوذة عنوة عن الجيل الأسطوري. (انا هنا لا انسف ما تعلمناه من الجيل الأسطوري الذي به عرفنا معنى الحياة الاجتماعية، ولكن استشكل على بعضٍ من الأفكار التي لا زال البعض منا متمسك بها، علمًا بأن ليس كل ما بها صحيح)

 
التحرير الفكري الأُسري..

            لدى كل أسرة اسلوبها الخاص في الحياة والتعايش بين افرادها من ما يجعل لكل فرد منها واجباته الخاصة، ويقوم رب الأسرة بمنح كل شخص منهم دور ليقوم به الاخر وذلك بسبب تكلفته بهذا الدور وإن كان مرغمًا على القيام به، فمن واجب الابن ان يطيع اباه وهذا ما نص عليه ديننا الحنيف، لكن توجد هناك أفكار مغلوطة في هذه التركيبة التي لا بد ان نفكك جزئياتها إلى جزيئاتٍ اصغر وأقل تعقيدًا ونفكر فيها من جديد لنصل الى الهدف من دون شوائب الأفكار التي كان عليها الجيل الأسطوري، ومثال بسيط على هذه الاطروحة ومن ثم نرجع إلى صلب الموضوع نفسه المثال: هناك عائلتان لكل منهما ابن وبنت وتم عقد الزواج بالتبادل، عندها حصلت مشكلة لدا زوج منهما ووصل الموضوع الى ابغض الحلال عند الله وهو الطلاق، تقوم العائلة الثانية برد الثائر وكأن الدم بالدم بإجبار الأبن بـ طلاق الزوجة ردًا للفعل ذاته، قال تعالى:  "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى" هنا لا طاعة للمخلوق في معصية الخالق فما ذنب هذه المسكينة التي حُرق قلبها بسبب الأفكار المغلوطة من قبل البعض لذا وجب على كل رب أسرة ان يتحرر من تلك الأفكار الموروثة عن الجيل الأسطوري، سيشكل البعض، ليس الكل هكذا نعم، اعلم ذلك ولكن هذا مثالًا واحدًا فقط وقِس على ذلك بنفس الأسلوب، عند تحرر كل أسرة من أفكار الجيل الأسطوري الذي كان يعتقد بأن كل ما لديه صحيح ويتغنى ذلك الجيل بمقولة "اكبر منك بيوم اخبر منك بسنة" ولا يعلم بأن الأمور لا تحسم بالعمر وانما بالمعرفة، حيث اننا سنحصل على حياة سعيدة ومجتمع واعي ومترابط من كل الجوانب، اختلافي معك لا يعني بأني أبغضك، بل ليس كل الأفكار صحيحة وإن كان ذلك من قِبل رب اسرة يُعد نفسه المصلح على مستوى أسرته ومجتمعه هنا الفكر من يتحدث لا الأشخاص، لتحرر نفسك واسرتك من هذه الشوائب عليك ان لا تسمع للأشخاص وانما للأفكار لأن الله ميزنا بنعمة وهي العقل، حكم عقلك قبل سمعك لأن بعقلك ستتحرر هذه الأفكار الموروثة عن الجيل الأسطوري.

    

    لا تسمع للأصوات فقط إنما اسمع للأفكار، لأن بعضًا من الأصوات لا تُحبذ من يفوقها فكرًا، تريدك ان تكون نسخة مكررة لهم وذلك من اجل ان يتحكموا بك كـ روبوت بين أيديهم.

يتبع..


حسن العجمي





تعليقات

التنقل السريع