القائمة الرئيسية

الصفحات

زنزانة العادات والتقاليد..

 زنزانة العادات والتقاليد..

    

    بعد أن حكمة المجتمعات على نفسها بالحبس فـي زنزانة العادات والتقاليد التي بات الانسان اسيرًا لها وفـق قوانين وتشريعات سنها لنفسه حيث جعلته متقيدًا بأغلالها رغمًا عنه، اذ اصبح الفرد فـي المجتمع لا يقوى على أن يقوم بفعل وإن كان هذا الفعل لا يُخل مـن ميزان (التشريعات الإسلامية والمعتقدات الأساسية) ولكن بفعلهِ هـذا خالف العادات والتقاليد السائدة على تلكم المجتمعات التي حصرت السلوكيات فـي دائرة محكمة الإغلاق، معتقدتًا بأن مـن خالفها او اجتاز حدودها المغلقة اتى بفعلٍ مخالف للتشريعات الإسلامية، علمًا بأن بعض العادات والتقاليد التي تتغنى بها المجتمعات هـي نفسها تخالف التشريع و تُخل الميزان وتجعل مـن افراد تلكم المجتمعات محدودين التفكير فاقدين السيطرة على تنوير أنفسهم بمتطلبات هذا العصر متمسكين بعادات وتقاليد ليست لها أصول ولا ثوابت، ومـن هـذه المقالة أوجه البوصلة على الاتجاه الذي يكون المسار فيه خاليًا مـن العوائق والتحديات التي مـن الممكن أن تسهم فـي تنوير، تطوير، تنمية، وبناء مجتمعات معاصرة حديثة تتناقل الأفكار الصحيحة بحجة وثوابت علمية، متمسكين بالعادات والتقاليد الإيجابية مُتخليين عن السلبيات.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مرحبًا صديقتي مــي كيف حالك!!
اهلًا حــلا الحمدلله على كل حال..
غريب أمرك اليوم يا مــي ما هذه عادتك في الرد على رسالتي!! ممكن تقولين لي ويش الشي اللي معكر مزاجك؟
نعم يا حــلا في شي لا اتحمل عقباه وقاعده اصارع الامر وحدي لكن الشكوى لغير الله مذلة!!
مــي مــي! لا تقولين كذا وانا اختك قبل كل شي، إلا إذا تعديني غريبة عنك، ارجوك خبريني بـ الموضوع يلي شغل بالي وخلاني ما أركز للمقابلة بكرة عشان الابتعاث ارجوك مــي.
سمعي موضوعي يا حــلا حتى النهاية لأنه الان أعيش بين نارين..
نارين!! سلامات مــي ويش هن النارين!! فز قلبي من مكانه وتعرفين بأن بكرة عندي مقابلة عشان الابتعاث، بسك عاد قولي عشان نشوف لك حل لهذه المشكلة يلي تقولين عنها خلتك بين نارين..
حــلا حبيبتي بقولك كل يلي مكبوت ف قلبي من زمان ولكن حان الوقت عشان تسمعين مني ويمكن تلاقين لي حل لهذا الموضوع..
يالله مــي اسمعك وما راح اقاطعك كما جرت العادة، حيث أني ضحكت بغصة متسترة خلف شاشة الهاتف متهكمة من هذا الموضوع الذي لم أعرف بُعد حيثياته..
الحمدلله وأخيرًا حــلا تسمع دون ما تقاطع كلامي ألف الحمدلله والشكر أنك بطلتي تقاطعيني كانت عادة سيئة وتعبت من كثر ما انبهك عنها..

    موضوعي يا حــلا.. تذكرين أيام المدرسة لما كنت أجي المدرسة وأنا بصف العاشر كنت ملزومة بنقاب وهـذا بسبب شي كان يسميه ابوي العادات والتقاليد وعيب ان البنت يطلع وجهها بس بذاك الوقت كنت في بداية النضج وما فاهمه موضوع العادات والتقاليد بس كنت أقول ما عليه هـذه البنت اللي لازم تكون كذا عشان انه الدين يأمرنا بهذه المبادئ بس ما أعرف انه ذا الموضوع مـن أساسه ماله دخل بالدين وانها اجتهادات المجتمع بس قلت ما عليه احسن عشان محد يشوفني مـن زميلاتي وانا اشوف عليها هه (ضحكت وهي تخبي مشاعرها بغصة طالبة مـن هـذه الضحكة أن تشعر زميلتها بأن ما فات قد مات وهو عكس ذلك) موضوع النقاب لحاله عالم وكانت أيام قضيتها وما حسيت بالشي يلي يسمونه المعاناة لأني ما كنت افقه المعاناة اساسًا، بكذا كان موضوع النقاب لا شي امام الموضوع المهم والاهم اللي بعد سماعك له راح تتغير نظرتك عن قريتنا .. تخرجنا في سنة 2014 من المدرسة وتم قبولي في الجامعة (....) وكما تعرفين نحنا نعيش في قرية الوثوقية اللي في مدينة العرفان ما لازم أكمل شرح عارفه موقع بيتنا اصلًا، والجامعة في مدينة العلم وتبعد عنا مسافة 350 كم وبذلك لازم اسكن هناك فـي سكن الطالبات على العموم انا فرحت لهذا القبول ورحت اركض من فيض الفرح وما أنسى إني اصطدمت فـي صندوق تلفون البيت نعم! صندوق تلفون البيت أكيد مستغربه لا تستغربي ولو نحن في 2014 بس هـذه عاداتنا وكأنا عائشين فـي 1997م، مـا علينا بس مـن الفرحة مـا حسيت بالضربة اللي كانت ع حاجبي الأيمن يعني شوي عـن عيني وهـذا كله كان فدوه مقابل البُشرى يلي كنت ازفها لأبوي انه بنتك الكبيرة مقبولة فـي جامعة (....) وكلية التمريض، لأتفاجأ بنظرة عينيه التي تبدأ لي وكأن شي قادم لا أتحمل عقباه عالنةً عنه قبل أن ينطق به لسان والدي، صارخًا فـي وجهي ماااااذا؟؟ جامعة (....) وكلية التمريض لا وألف لا لـن أسمح لك بهذا الأمر تريدين أن تدفني وجهي في الأرض متجاهلةً لعاداتنا وتقاليدنا أحمدي الله بأنك تعلمتي القراءة والكتابة.. نحن أهل قرية الوثوقية لنا عاداتنا وتقاليدنا ولا يمكن لنا أن نتنازل عـن هـذه العادات القيمة، إلى أن أصبح يقول كلمات وكأنها السماء ترشقني بسهام لا أقـوى على حماية نفسي منها، هنا أنتهى حلم الطفولة وكان خلفها هـذه العادات والتقاليد إلـى أن تناسيت الموضوع الذي أصابني باكتئاب حـاد ليس بالرفض وإنما بطريقة الرفض اللي بدأها لـي متمسك بعاداته وتقاليده الهشة.. مهلًا حــلا لم أصل إلى الموضوع الأهم بعد، تذكرين زميلتنا نــوف كانت تخبرنا عـن أمها الخطابة وهـي بنت حينا ألتقيت بها فـي جمعة النسوان اللي تقام عصر يـوم الجمعة مـن كـل أسبوع فـي بيت خالتي سلمى وقلت لها بأن تخبر أمها إذا كان فـي خطيب يبحث عـن بنت فـي مواصفاتي وانتي تعرفين مواصفات زميلتك، متوسطة الطول عيوني عسلية شعري يميل على اللون الأشقر بعض الشي كنت ألبس نظارة بس سويت تصحيح نظر، لتتقدم لـي عشان ابني مستقبلي بعيدًا عـن هـذه العادات والتقاليد التي بدورها تدفن طموحات الانثى، وكان شرطي أن يكون الخطيب مـن منطقة تبعد عنا بمسافة وأقلها 100 كم لأبتعد عـن أهلي واهل هـذه القرية اللي يظنون أنفسهم مطبقين لأحكام الله بأتباعهم لهذه العادات والتقاليد، بعد أن كتب الله لي النصيب بأبن الحلال وصار الموضوع رسمي وتمت الخطبة، الغريب فـي الأمر لكل قرية أو منطقة عادات وكـان أهلي يظنون بأن العادات متشابهة ولم يشترطون عليهم بما فـي عاداتنا بداية الأمر إلى ان تم الزواج ففي ليلة الزفاف التقليدية القديمة فـي بيتنا، متمسكين بالعادة ومدعين بحرمة الزواج فـي صالات الافراح أكيد بقولك الشي المهم يا حــلا لا تتسرعي واطلب منك المعذرة لأني مـا رسلت لك بطاقة دعوة لأنه مـن الأساس لا بطائق دعوة لزفافي، صحيح فـي 2018 وبعدنا متأخرين عن مواكبة العصر، لا عليك عزيزتي حـلا، الحمدلله بأن لم تكن هناك بطائق دعوة بوضح لك ما السبب مـن ذلك أنا احمد الله انه ما كانت بطائق الدعوة مفعله فـي زفافي؟ لأن فـي وقت وصول الزفة دخل زوجي الذي كان كذلك فـي ذلك الوقت، بعد أن انتهى التصوير وإلخ.. كان طليقي ماسكًا بيدي كحال أي عريسين، لم تستوعبي الامر بعد! ايوه طليقي م غلطت ولا تتوقعين سبقت الكلام كعادتي، كيف؟ لك الإجابة أعرف فضولك، توجد عادة فـي القرية المشؤومة اللي كان مـن سوء حظي أني منها وما أقبحها مـن عادة بالنسبة لي، ولكل شخص حرية التعبير، وقفت والدتي على الباب وكأنها حارسة أمـن على أحد صالات الافراح وتطلب بقبضة الباب، قبضة الباب! كما سمعتي  قبضة الباب هـي عادة فـي منطقتنا اللي كرهتها بسبب هذه العادات والتقاليد، تنص هـذه العادة بأن للأم مبلغ وقدرة 100 ريال لكل 1000 مـن المهر ويدفعه الزوج نعم يدفعه الزوج الذي تسلف وتكلف مـن أجـل ان يكمل نصف دينه ولكن هنا صار غير المتوقع وهـو إصرار امي على قبضة الباب مقابل إصرار عمته على ان هـذا مخالف لعاداتهم وصار الامر بين الطرفين وكأنهم يلعبون لعبة شد الحبل، إلى ان وصل الأمر إلى جده المتعصب لعادته فقال لكم ابنتكم ولنا أبننا وفشل الزواج بسبب عاصفة العادات والتقاليد التي ترامت بين الفريقين وكأنها كرة طائرة حائرة على أي ملعب تسقط لاحتساب نقطة مـن اجل الفوز في الجولة الأخيرة ليظفر بها فريقًا واحد فقط، لكن هـذه المرة للعاصفة أمر وحكم أخر بعد ان عصفة كل أجزاء اللعبة تـم إلغاء المباراة ليعود كل فريق بائس إلى موطنه وبقيت أنا يا صديقتي حــلا حائرة بين نارين.

هـذه قصتي يا حــلا لكن أعرف أنـك تتساءلين عـن النارين اللي مـا زلت محتارتًا بينهما، النار الأولى وهـي الاحتراق حيةً فـي هـذه الدنيا بسبب هـذه الصدمات التي باتت تأكلني بسبب هـذه العادات التي دمرت حياتي المهنية والزوجية، النار الثانية التفكير فـي امـر لا يرضي الله ولا أهلي ولكن الحمدلله على كل حال، إذا تسأليني عـن النار الثانية لن أبوح بها واحتفظ بهذا لنفسي.

حبيبتي مــي ، موضوعك هـذا خلاني متوترة ومـا أعرف ويش أقول بس انتي وحدة مـن عشرات الأشخاص يلي يعانون مـن هـذه الظاهرة سواءً مـن النساء أم الرجال فـ العادات والتقاليد تعتبر مـن اساسيات بناء المجتمع ولكن بحدود المعقول والصحيح ولا تكون العادات والتقاليد تؤثر على الأفراد مـن الناحية السلبية كـ أتخاذ قرارات تكون عقباها غير محمودة وتؤدي إلى شتات الأسر وإذا تشتت الأسر يتفكك بناء المجتمع ويرمي بناء إلى الهلاك دون الشعور لهذه التغيرات إلا بعد مـدة مـن الزمن، عندها نجد أنفسنا بلا هوية محددة، مــي حبيبتي لا أنكر بأن مـا مـرَ عليكِ ليس بالشي السهل ولكن لا نحكم على العادات والتقاليد كلها بنفس الحكم هنا يختل ميزان الانصاف، العادات والتقاليد التي تتأصل في إطار الوحدة والتلاحم واحترام الاخرين وتقديرهم وتقديم كبار السن لصدر المجلس وهكذا دواليك نتشرف بأن نعمل بها ونحافظ عليها كما ان ننقلها للأجيال القادمة، ولكن عندما يصل الامر إلى التعامل مـع العادات والتقاليد بأنها هـي الأسس التي يعول عليها بناء المجتمعات، هنا وجب علينا أن نفهم هـذا المفهوم ونأخذه مـن عـدة جوانب، لكن يـا عزيزتي مــي أنا لا استطيع أن ألعب هـذا الدور ولكن لا يمنع مـن مناقشة أبن عمي المبتعث لدى جامعة الملك عبد العزيز في المملكة العربية السعودية لأنه مُلم بهذه المواضيع ولا اعلم مـا هو تخصصه الان.


مساء الخير ابن العم كيف حالك!!

أهلًا وسهلا يا حــلا، الحمدلله بخير ولله الحمد، كيف حالك! وأخبار الاهل كيف صحتهم!!

الحمدلله يا مـاجـد كلنا ولله الحمد بخير ونسأل عنك، مـاجـد عندي كم سؤال بخصوص العادات والتقاليد واريدك تفيدني إذا ما كان هناك مانع.

تفضلي يا بنت العم، ولو أني لست مـن اهل الاختصاص ولكني مـن اهل الاطلاع ولدي بعضًا مـن المعلومات ولدي ايضًا رأيي الخاص ووجهة نظري الخاصة فـي هـذا الجانب، لا مانع مـن مناقشة موضوع كهذا حيث ان هـذا الموضوع حساس للغاية، ولكن عندما تطرح وجهة نظرك لا يعني بأنك تفرض على الناس اتباعها وانما تسهل لهم فهم الموضوع على حسب قراءتهم للموضوع نفسه.

وهـو كذلك يا مـاجـد،

مـاجـد، كما ذكرت بأن عندما تطرح وجهة نظرك، لا يعني هـذا بأن تفرض على الناس بأتباعك وانما لكل شخص حريته فـي قراءة الموضوع والنظر له مـن الزوايا الأربع متخذًا لذاته شاخصًا ليتبعه مـن أجل ان لا ينحدر باتجاه معاكس عـن معاصرة الحاضر والتأمل للمستقبل وذلك بالتمسك على المبادئ الأساسية بقبضةً مـن فولاذ أما الباقي فما هـي الا خزعبلات الماضي.


كلامك سليم يا بنت العم، ولكن ليس كل الماضي خزعبلات وانما تواترهُ مـن جيل إلى أخر يمر بتطورات وهـذه التطورات امـا تكون لصالح خير أو عكس ذلك.

بالفعل يا مـاجـد، أنا لم أقصد ذلك بأن الماضي كله عبارة عـن خزعبلات ولكن قـد يكون خانني التعبير، ولذلك نرجع إلى موضوعنا الأساسي وهـذا السؤال الأول، هل العادات والتقاليد تعتبر مـن اساسيات المجتمعات؟

حـلا، بالنسبة لما توصلت له فـي هـذا الجانب. نعم، العادات والتقاليد تعتبر مـن الأساسيات التي تشكل المجتمع. تمتد العادات والتقاليد إلى العديد مـن المجالات فـي حياة الناس، بما فـي ذلك العائلة والزواج والدين والثقافة والاحتفالات والموروث الثقافي حيث تلعب العادات والتقاليد دورًا هامًا فـي بناء الهوية الثقافية للمجتمع وتعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراده كما إنها تساهم فـي توجيه سلوك الأفراد وتحديد القيم والمعتقدات السائدة فـي المجتمع، توفر العادات والتقاليد الإطار الذي يمكن للأفراد أن يتفاعلوا فيه ويتعاونوا معًا بشكل متناغم. ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن العادات والتقاليد ليست ثابتة بل تتغير مـع مرور الوقت يمكن أن تتأثر بتطور المجتمع والتكنولوجيا والتغيرات الاجتماعية والثقافية، قـد يكون هناك تحديات للعادات والتقاليد التقليدية مـع تقدم الزمن، وتطور المجتمع وظهور ثقافات جديدة وأفكار مختلفة.

جميل يا مـاجـد، يعني أن العادات والتقاليد متغيرة بموجب التطور الذي يحصل فـي المجتمعات وهنا نستطيع أن نثبت بأن العادات والتقاليد ليست إلا أفعال وعادات اعتاد عليها أبناء المجتمعات وافعال فعلوها آنذاك، فستمرت ويكن أن نحدثها، أما السؤال الثاني، ماذا تقول فيمن يتخلف عـن اتباع العادات والتقاليد؟

 

بالنسبة لتعليقك يا حـلا على الجواب الأول، كل ما ورد فـي التعليق صحيح مـن وجهة نظري وأما جواب السؤال الثاني أقول فـي مـن يتخلف عـن اتباع العادات والتقاليد، عندما يتخلف شخص عـن اتباع العادات والتقاليد، يجب أن نتعامل معه بفهم واحترام، قـد يكون لديه أسباب شخصية أو ثقافية أو فلسفية لعدم ممارسة تلك العادات والتقاليد وهـذا يعود إلى حقه فـي الحرية الشخصية والتعبير عـن ذاته بطريقة تتناسب مـع قيمه ومعتقداته كما ان مـن الضروري أن نفهم أن العادات والتقاليد ليست إلزامية بالمطلق، ولا يجب أن نحكم على الأشخاص بناءً على اختلافهم فـي هـذا الصدد، يجب أن نعترف بتنوع المجتمع واحترام حقوق الأفراد فـي اتخاذ قراراتهم الخاصة بما يتعلق بالعادات والتقاليد مـع ذلك، يجب أيضًا أن نحترم الآخرين الذين يعتزون ويحترمون تلك العادات والتقاليد حيث ان مـن الواجب على كل فرد أن يتجنب التجاوز على حقوق الآخرين وعدم تجاهل أو انتقاص قيمهم ومعتقداتهم  ليمكننا مـن العيش فـي مجتمع متنوع يحترم تنوع العادات والتقاليد بشرط أن يكون هناك تعاون وتسامح وفهم بين الأفراد فـي النهاية، يجب أن نتذكر أن العادات والتقاليد هـي جزء مـن الثقافة والتراث الذي يعكس تاريخ المجتمع وهويته ومـع ذلك، يجب أن تكون حرية الفرد فـي اختيار اتباعها أو عدم اتباعها محترمة ومحمية.


فهمت مـن ذلك يا مـاجـد، أن اتباع العادات والتقاليد مبنية على حرية الفرد نفسه ولكن بعضًا مـن الأشخاص يفرضون على الطرف الأخر بأن يتقيد بها متخلي عـن الأساسيات، ولكن يا مـاجـد الحرية فـي هـذا الجانب قـد تكون شبه معدومة فـي بعضًا مـن المجتمعات. ولكن فـي سؤال واعتقد بأنه مهم، ما أثر العادات والتقاليد السلبية على المجتمعات؟

كذلك يا بنت العم، العادات والتقاليد مبنية على حرية اختيار الفرد فـي اتباعها او مـن عدمه.

وجواب السؤال الثالث، العادات والتقاليد السلبية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على المجتمعات وإليك بعض الأثار السلبية التي يمكن أن تحدثه هـذه العادات والتقاليد:

1. تقييد الحرية الفردية: قـد تفرض العادات والتقاليد السلبية قيودًا على الحرية الفردية وتقييد الخيارات الشخصية للأفراد. قد يضطر الأفراد إلى اتباع تلك العادات والتقاليد حتى لو كانت تتعارض مع رغباتهم الشخصية.


2. تمييز وعنصرية: قـد تحتفظ بعض العادات والتقاليد بأفكار وممارسات تمييزية وعنصرية تجاه فئات معينة مـن المجتمع، وقـد تسهم هـذه العادات والتقاليد إلى تعزيز الانقسامات والتمييز وتعكس تفاوتات السلطة والوضع الاجتماعي.


3. تأخر التقدم: قـد تمنع العادات والتقاليد السلبية التقدم والتطور فـي المجتمعات، عندما تتمسك المجتمعات بأساليب وأفكار قديمة وترفض التغيير، فإن ذلك يمكن أن يحد من الابتكار والتطور الاجتماعي والاقتصادي والتكنولوجي.


4. قمع النساء والأقليات: قـد تسهم العادات والتقاليد السلبية فـي قمع حقوق النساء وتقييدهن بدور محدود فـي المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، قـد تؤدي تلك العادات والتقاليد أيضًا إلى قمع الأقليات العرقية أو الدينية أو الجنسية ومنع مشاركتهم بالمساواة فـي الفرص والحقوق.


5. قيود التفكير والابتكار: قـد تمنع العادات والتقاليد السلبية التفكير المستقل والابتكار فـي المجتمع عندما يكون هناك رهان الحفاظ على الأفكار التقليدية وعـدم تقبل الأفكار الجديدة، فإن ذلك يمكن أن يعوق التقدم والتطور فـي المجتمع. لذا، يجب أن نكون حذرين فـي التعامل مع العادات والتقاليد السلبية، ونسعى إلى تعزيز الوعي والتغيير الإيجابي لتلك العادات والتقاليد التي تسبب ضررًا للمجتمعات وتعوق تقدمها وازدهارها.


بالنسبة لتأثيرها السلبي بوقف عند نقطة تأخر التقدم، هـذا ما نعاني منه يا ابن العم، فـي مجتمعاتنا ما زال البعض يتعامل مـع أبنا شيوخ القبيلة مـن جانب انهم على صواب ولهم الأحقية فـي الأخذ بـ زمام الأمور ولهذا السبب قـد يكون أبن هذا الشيخ لا يملك القيم والبادئ التي تؤهله لهذا الفعل واما مـن الجانب العلمي فهو لا يمتلك حتى شهادة الثانوية، ويتخبط بقراراته المؤثرة فــي المجتمع ويكون المجتمع فـي أسفل الهرم.

هنا يا حــلا جاوبتك على الأسئلة المطروحة ولكن جوابي هـذا مـن منطلق قناعتي الشخصية، أي ان قناعتي الشخصية لا يعول عليها بأنها مرجعًا صحيحًا، أما بالنسبة لتعليقاتك على الأجوبة فمن وجهة نظري اقبلها.

اشكرك يا مـاجـد على اجوبتك الصريحة والواضحة ولكن يا مــاجــد اطلب منك نصيحة لمن يعتقد بأن العادات والتقاليد تعتبر ثوابت ولا يمكن أن تتغير علمًا بأن بعض مـن المجتمعات وبالأخص بعض مـن العوائل تعتقد بأن العادات والتقاليد ثوابت ويتعاملون بها وكأنها دستور إلاهي لا يمكن المساس بها. إن أمكنك ذلك؟

بالطبع يا حــلا، يمكنني ولكن كما قلت لك موضحًا بأن كل ما أقوله هـو مجرد وجهة نظر مـن واقع اطلاع وليس مـن واقع اختصاص، يا حــلا العادات والتقاليد هـي موروث يتناقله الأبناء عـن الآباء وتناقله الآباء عـن الأجداد وصار هـذا الموروث عبارة عـن عادة وتقليد، تعامل به الماضيين ويتعامل به الباقين وسيتعامل به القادمين ولكن باختلاف الفهم والمفاهيم لهذه العادات والتقاليد، لذا أوجه البوصلة باتجاه السلبيات وذلك بداعي التجنب موضحًا بعضًا منها، يمكن لأي شخص أن يتعامل بالعادات والتقاليد ولكن عندما يصل الأمر إلى شي يرفضه الفكر والعقل لا نطبقه بداعي أن هذا ما تنص عليه العادات والتقاليد لأنها هي ليست إلا أفعال تكررت مـن أشخاصٍ سابقين وإن كانت هـذه الأفعال مغلوطة آنذاك، لكن الفكر والعقل فـي ذلك الزمن لا يرفض هذه الأفعال فيعمل بها بقبول الفكرة وإن كانت معارضه للفكر الإسلامي اصلًا مـن جملة هـذه الأفكار هي قبضة الباب المتعارف عليها فـي منطقتنا وأفكار أخرى لا أود أن اذكرها هنا بحكم لكل شخص حرية التفكير فـي باقي هـذه العادات ويميز بينها، أخيرًا لا نعامل العادات والتقاليد على أنها دستور لا يجوز الانحراف عنه أو التساهل فـي اتباعه، هنا نُحكم العقل فـي باقي الأمور ونقدر إن كانت تصلح لنعمل بها فـي عصرنا الحالي أم لا، كما هو معلوم لديكم بأن الزمن تغير وأصبحت الحياة بسيطة، لا تجعل مـن العادات والتقاليد سببًا لخفض مستوى الثقافة العامة حين ان العادات والتقاليد السلبية تسهم في تضييق الخناق على هـذه الثقافة .


احسنت يا مـاجـد على طرحك الجميل، كما أني اشكر صديقتي مـي على مشاركتها لي موضوعها المؤسف مما جعلني اعرف أكثر عن حيثيات هذا الموضوع واميز بأن العادات ماهي الا عبارة عـن أنماط السلوك التي تتكرر بشكل روتيني وتتميز بأنها تتحكم فـي السلوك اليومي للأفراد. اما التقاليد هـي الممارسات والأفكار التي تنتقل من جيل إل جيل داخل مجتمع معين متمسكين بها للحفاظ على هوية معينة، ولكن يجب ان لا يكون هذا على حساب المبادئ الأساسية للحياة العامة.





حسن العجمي



أنت الان في اول موضوع

تعليقات

التنقل السريع