التحرر الفكري..
ميز الله تعالى الانسان عن سائر المخلوقات بجوهر العقل
الذي تستخدمه كـ أداة لفحص كل مدخلات حديثة وتعيد النظر في المدخلات السابقة التي
غُرسة رغمًا عنك في داخل عقلك آنَذاك وذلك بلاوعي من قبل المورثون للأفكار التي
لديهم مع اعتقادهم بأن هذه الأفكار ستحقق لك المراد فـ المستقبل لذلك وجب فلترة
هذه المدخلات لنتحرر ونعود إلى ذواتنا التي غيبتها هذه الموروثات، لننير فكرنا
بهذه النعمة والجوهرة العظيمة التي منّا الله علينا بها وجعلنا نتدبر ونفكر في كل
ما خلق الله جل تعالى على هذه الدنيا الواسعة بأرضها وسماها بجبالها وبحارها وكل
مخلوق عليها، وجد العقل للإنسان لينير به فكره ويبدع في كل ما ينجز وهنا أحببت ان
اكتب عن التحرر الفكري ولماذا نتحرر فكريًا؟؟ مع التمسك بالعقائد الدينية، نتحرر فكريًا
لنكون افضل، ارقى، اسمى، انقى فكريًا، من اجل ان نعيش حياة يسودها الرقي في
التعامل مع الاخرين والانتقال بمجتمعاتنا إلى اعلى مستوى من التطور الفكري..
التحرر الفكري النفسي/الذاتي..
لدا كل انسان منا افكار مورثه له من اشخاصٍ اخرين مثل الأبوين، المعلمين، كبار السن، الأصدقاء أو من عند اشخاصٍ مؤثرين ف المجتمع نفسه، وهذه الافكار قد تكون صحيحة وقد تكون مغلوطه، لتتحرر من هذه الأفكار عليك ان تجمعها وتمحصها وتفككها لتعلم كيف اتت هذه الأفكار وتأخذ منها الصحيح وتعمل به وتبدل الأفكار الخاطئة التي وصلت لك عن طريق الموروث إلى افكار حديثه تتناسب مع عصرنا الحالي من جوانبه الاجتماعية، قد تتساءل ماهية هذه الأفكار المغلوطة التي ما زلنا نتابعها؟؟ ابسطها التسليم لكل شخص لديه الكلمة الأخيرة في كل موقف وإن كان هذا الشخص على غلط، واعني بذلك الجانب الإداري وعليك انت ان تقيس المواضيع الأخرى على هذا النهج، عندما تحرر فكرك وتصفي ذهنك ستسمع للكل وتأخذ من الكل وتعمل على تجميع هذه الأفكار لتخرج بمحصلة تفيد الجميع، هنا تحررنا من فكرنا الموروث وبدأنا في الفكر المكتسب الحديث، لأن الفكر المكتسب يحررك من قيود الموروث الذي يُغرس في داخل عقلك من الصغر وان خالفته كأنك اتيت بجريمة نكره عندها يُنبذك الجميع بسبب انك اخلفت عن فكرِهم السائد والموروث عن الأجيال السابقة، الذين ذهبوا بدماثة اخلاقهم وحسن تصرفهم وصدق نواياهم، لذلك يفضل على الفرد بذاته ان يكتسب هذه الأفكار كـ اكتسابه للرزق وان يتحرر من الموروث لأن ليس كل ما به صحيح، عند تحررك من الموروث ستصل الى ذاتك النقية، الصافية، التي كانت قبل ان تُغذا بشوائب الأفكار المغلوطة من قبل المحيطين بك آنَذاك ، هنا عليك ان تعيد النظر (التفكير) في هذه الأفكار نفسها إن كانت تفيدك في حاضرك وتنفعك في مستقبلك ام انها انغرست في جوف عقلك عنوة، بعدها ستحصل على ذاتك المسلوب منك بـ الأصوات التي كنت تسمع لها منذ ان خلق الله لك السمع، حينها انت تحررت فكريًا ووجدت ذاتك وبدأت في رحلتك الجديدة التي ستكون مريحة وممتعة فكريًا وخالية من شوائب الأفكار المدخلة لك عن طريق المورثون.
يتبع..
حسن العجمي
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا بتعليقك..